لماذا تعادي المرأة المرأة الناجحة؟ ولماذا على المرأة أن تكون حذرة من النساء أكثر من الرجال؟.. الإعلامية إيفا مقدسي

قد يكون منطقياً أن تجد رجلاً يهاجم النساء ويتهمهن بالتقصير، فربما يكون عذره عدم مروره بنفس الظروف أو شعوره بنفس المشاعر، ولكن أن تجد امرأة تتولي زمام تلك المهمة، فذلك لا يعد فقط انتهاكاً لحقوق بنات جنسها ولكنه في الوقت نفسه من أكثر الأشياء المؤلمة لهن، فما يؤلم الشجرة حقاً ليست ضربة الفأس وإنما لأن يد الفأس من خشبها.

ومَن مِن النساء لم تتعرض في فترة من الفترات للهجوم من قبل امرأة لا تعرفها، و بدون سبب؟!..ان النساء العدوانية والمعادية للنسوية، عنيفات، خبيثات، وتشعرن بالمرارة والغيرة والحقد تجاه أي امرأة ناجحة في اسرتها، اوفي عملها، او في مكانتها الاجتماعية والعلمية.

ومن المهم أن نعرف أن الغيرة تثير رغبة البعض في الحصول على ما يمتلكه الآخر، ويسبب هذا الشعور لدى النساء الحسد، والخوف، والهوس، والاحتقار، والغضب. فإن السؤال الذي تطرحه المراة الغيورة على نفسها طوال الوقت،هو أنه لا يوجد سبب محدد لعدم نجاحها مثل النساء الأخريات، وأنها تستطيع النجاح مثلها. تمام.. هناك فرق بين الإعجاب بالآخرين و اعتمادهم كمثال، ومهاجمة الآخرين بعدوانية لمحاولة تدميرهم.

تؤكد الابحاث العلمية ان النظام الهرموني والدماغي والاجتماعي يلعبون دورا حتمياً في سلوك المرأة العدوانية، وذلك يشمل الاختلافات البدنية والفكرية والأخلاقية فضلاً عن البيئة التي ترعرعت فيها نوعية هذه النساء. بشكل عام، إن المراة العدوانية تعتدي على المراة التي تفوقها ذكاءاً، علماً واتزاناً.

ففي حين أن المراة المتحررة تريد أن يكون لها الخيار في طريقة الحياة التي تناسب طموحها، دون أن يتم الحكم عليها او اعتراض طريقها أو انتقادها من قبل باقي النساء اللواتي تختلف عنها.. تفضل النساء التقليديات أن يكنّ نساء تحت حماية و سيطرة الرجال، لأنهن يعتقدن أن المرأة أضعف وأقل كفاءة وذكاء من الرجل وهن ببساطة يوافقن علي الصورة النمطية التي صنعها بعض الرجال الذكوريين والتي تجسد قوته في عضلاته وذكائه، فتصف دور المراة في تلبية رغبات الرجل وإنجاب أبناء أصحاء له فيحصرن المراة وكأنها رمز للمتعة فقط.

وقد أظهرت العديد من الدراسات أن عدوان المرأة هو بسبب المواقف الصعبة والإجهاد الذي تتعرض له يومياً، وأن الاستفزاز لدى النساء يمنحهن المتعة والسرور في مهاجمة النساء اللواتي تحصدن النجاح.

وحسب الابحاث السيكولوجية، إن التصرف العدواني بدون سبب يأتي من عدم الثقة بالنفس، مما يجعل المرأة العدوانية تشعر أنها مهددة من قبل المرأة الناجحة لذلك تحاول زعزعة ثقتها بنفسها لكي ترتقي بمستواها. إن حالة الإحباط تحفز المرأة العدوانية إلى ملاحقة المرأة الناجحة، وتقوم ببذل كل ما في وسعها للإيقاع بها و نزع النجاح منها بأي ثمن لأنها تعرف أنه يوجد فائز واحد يأتي بالقوة التعسفية.

ونتيجة لاهتزاز السياق العام للمجتمع ظهرت العديد من الشخصيات الشاذة ومنها الشخصية التي تبرز انجازتها على حساب عيوب المحيطين بها، حتي وإن كانت عيوبها أكثر من غيرها.

ويقول الأخصائيون النفسيون، إن عداوة المرأة لبنات جنسها يخرج عن ثلاث احتمالات نفسية، الأول الحيل الدفاعية الاسقاطية اللاشعورية، مشيرا إلي أن هناك بعض الفتيات بسبب مرورهن بظروف تربية قاسية وقهرية سواء من الأم أو الأخت الكبري يقطن غضبهن علي بنات جنسهن فتكن الكراهية الظاهرة للنساء بسبب ضعفهن وقلة حيلتهن وكأنها تقول لا أنتمي لهذا الجنس الضعيف.

وأما السبب الثاني انتمائها للشخصيات اللاتي ترجحن الكفة الراجحة فتبحث دائما عن الشخصية الناجحة لتخضع لها وبما أن مجتمعنا ذكوري فتميل هؤلاء الفتيات للذكور فتدافع عنهن، مهاجمة جنس النساء الضعيفات.

أوالسبب الثالث وهو اضطراب الهوية الجنسية الذكورية، والذي يجعل الفتيات أكثر ميلا للحياة الذكورية سواء في الشكل أو الطباع مما يجعلها تكره النساء وتهاجمهن.

وفي النهاية فإن عوامل الغيرة و التدني الاجتماعي، والمهني، والسياسي.. تجعل من السهل أن نرى مدى انفعال النساء على وسائل التواصل الاجتماعي، وكثيراً ما يكون لدينا انطباع بأن هناك نساء يستهدفن بعضهن بواسطة إرسال رسائل ساخرة وشريرة علي صفحاتهن..وهناك الكثيرمن الحركات النسائية التي تؤيد التسلط الذكوري ..فـ إلى متى ؟ إلى متى ستبقى المرأة عدوة نجاح المرأة الأخرى وبدل أن تصفق لها نجدها تحاول إسقاطها ؟ .. شاركينا رأيك

Instagram:

https://www.instagram.com/evamakdessiofficial/