اللبنانية شيرين شعيتو ..مثال للمرأة القوية التي تحدت مرض السرطان وتغلبت عليه

شيرين شعيتو هي سيدة لبنانية متزوجة ولديها طفل كانت تعيش مع زوجها وابنها في الكويت حياة طبيعية وسعيدة ، إلى أن أصيبت بسرطان الدم –اللوكيميا ، وعاشت من خلاله شتى أنواع العذاب والأوجاع لمدة 5 سنوات ، فقد ضعفت مناعة جسمها ونقلت إلى المستشفى لإجراء عملية زرع نخاع شوكي، وهنا بدأت الرحلة مع الأوجاع الجسدية والنفسية فمن الوزن الزائد بسبب جرعات الكورتيزون إلى العزل التام في المستشفى لمدة ثلاثين يوماً من دون رؤية الضوء، أو الاستحمام خوفاً من التقاط أي فيروس، وعدم القدرة على تناول الطعام بإلاضافة إلى عوارض المرض المؤلمة مثل ارتفاع الحرارة، ونقص الأوكسيحين في الجسم وتساقط الشعر والتعرض للتنمر وغيرها .. وبعد خروجها من المستشفى أصيبت بفيروس جراء ضعف مناعتها،ثم تحولت العوارض إلى قدمها وأصبحت غير قادرة على المشي، فاستعملت لفترة من الوقت الكرسي المتحرك، لكن كل هذه الأوجاع لم تستطع أن تغلب إيمانها وحبها للحياة.

لقد تلقت شيرين صدمة كبيرة حين علمت أنها مصابة بالسرطان ولم تستوعب الموضوع واسوّدت الحياة في عينيها، وأكثر مافكرت به هو كيف سيعيش ابنها البالغ من العمر آنذاك 6 سنوات من دونها، لكن وقوف أهلها معها وزوجها بجانبها في كل شيء، مادياً، معنوياً ، ونفسياً طوال فترة العلاج قدم لها الدعم الكبير، فقررت أن لاتستسلم للمرض وعادت مع عائلتها إلى لبنان وبدأت بمرحلة العلاج.

وبسبب ماعانته شيرين خلال فترة العلاج من أوجاع وآلام فكرت بالإنتحار، لكن شقيقتها التي كانت دائماً إلى جانبها اصطحبتها الى طبيب نفسي، وبدأ بإعطائها دواء مهدىء، ثم أوقفته حتى من دون استشارته، لأنها أدركت أنها متمسكة بالحياة، وتريد مقاومة هذا المرض.

كذلك حين رؤيتها لابنها لاحظت أنه أصبح عنيفاً جداً، يصرخ باستمرار، ولا يتقبل أي كلمة منها. الأمر الذي جعلها تصطحبه الى معالجة نفسية، ليتبين بعد بضع جلسات أنه كان يعتقد أنه السبب في مرضها، لكن في النهاية تقبل الوضع.

استطاعت شيرين التغلب على المرض والشفاء منه كلياً ولم تقف عند ذلك فحسب فبعد التحولات التي صارت في جسمها واكتسابها الكثير من  الوزن ( 100 كيلو) قررت أن تستفيد من تجربتها القاسية وتبدأ الرياضة وانتسبت إلى نادي رياضي ثم واظبت على الرياضة لمدة عامين في منزلها حتى تحسن جسمها وخسرت الكثير من الكيلوغرامات، ثم قررت القيام بريجيم، وترددت إلى اختصاصية تغذية، لكن ذلك لم ينفع، فبدأت بتناول الأطعمة الصحية ، وساعدها  ذلك على استعادة رشاقتها ، فهي اليوم 55 كيلو وباتت الرياضة والطعام الصحي جزء من حياتها اليومية.

كما اهتمت ببشرتها وتوجهت إلى طبيبة جلد ، المشكلة الوحيدة لديها اليوم هي شعرها، فقد أصبح خفيفاً نتيجة الأدوية وتحاول دوماً ان تشده إلى الخلف، ونادراً ما تفرده، لكنها باتت تهتم كثيراً بنفسها وبشكلها.

واختارت شيرين بعد شفائها التحدث عن تجربتها القاسية على السوشيل ميديا ، فقد أصبحت جاهزة للإجابة عن كل سؤال يوجه إليها واكتسبت الثقة بنفسها ، وأرادت أن تنقل تجربتها إلى المجتمع لكي تمد الناس المريضين والذين يعانون من تجارب قاسية وصعبة ، بالأمل والقوة على مجابهة وتحدي الألم والظروف واكتساب الثقة بالنفس والاستفادة من التجارب المرّة في حياتهم ، بالإضافة إلى عدم الخجل من الذهاب إلى الطبيب النفسي إذا استدعى الأمرفذلك يساعدهم كثيراً على تخطي المشكلة.