في عالم تصفيف الشعر، تتداخل المهارة الفنية مع الفهم العميق لطبيعة الشعر وأذواق الزبائن. في هذا الحوار، تستضيف مجلة موقع المرأة مصفف الشعر المبدع “مايك علم”، الذي بدأ مسيرته في ظروف صعبة، لينجح في تشكيل هوية مهنية تتماشى مع التطورات المتغيرة في عالم الجمال.
نتناول معه بداياته، التحديات التي واجهها، ونصائحه القيمة للحفاظ على صحة الشعر وجماله. انضموا إلينا لاستكشاف عالمه ورؤيته الفريدة في هذا المجال.
كيف بدأت مسيرتك في عالم تصفيف الشعر، وما الذي ألهمك لدخول هذا المجال؟
بعد أن اضطررت للعمل في مجالات متعددة لإعالة عائلتي، مثل البناء وبيع الخضروات والفواكه والملابس، اقترحت والدتي فكرة جديدة، مشيرة إلى أن مجال تصفيف الشعر قد يكون فرصتي لبناء مستقبل أفضل. وقد كانت فرص النجاح محدودة في المهن السابقة التي عملت بها، فوافقت على نصيحتها بعد جولة طويلة من الإقناع استمرت لأشهر.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتها في بداياتك كمصفف شعر، وكيف تغلبت عليها؟
كنت في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة من عمري، وكان مكان عملي بعيداً عن منزل عائلتي، مما اضطرني للسكن داخل الصالون حيث عملت لمدة ثلاث سنوات هناك. خلال هذه الفترة، كنت أزور عائلتي مرتين، وأحياناً ثلاث مرات فقط، في الشهر.
كان الصالون بارداً وموحشاً في ليالي الشتاء، وحاراً في ليالي الصيف، حيث كان صاحب العمل يمنع تشغيل المكيفات بعد انتهاء ساعات العمل.
هل هناك شخص أو مصفف شعر آخر تأثرت به في مسيرتك المهنية؟
مع مرور الوقت في هذا المجال، تعرّفت على عدد من الأشخاص، وكان من بينهم زملاء عمل في الصالون مثل جورج كسار، سهيل داريان، إيلي بوغوسيان، وجاد بستاني. وعلى الصعيد الخارجي، أعجبت بشكل خاص بالمصفف الشهير غاي تانغ، الذي يُعد من أهم مصففي الشعر في لوس أنجلوس.
كيف تصف أسلوبك في تصفيف الشعر؟ وهل تفضل التخصص في أنواع معينة من القصات؟
لا أعتمد كثيراً على صيحات موضة الشعر في عملي، ولا أبني قراراتي مع الزبائن على هذا الأساس. بدلاً من ذلك، أحرص على تقديم قصة أو لون أو تسريحة تتوافق مع عدة جوانب، منها:
- طبيعة شعر الزبونة وحالته، وما يمكننا تنفيذه أو تجنبه بناءً على ذلك.
- لون بشرتها، لون عينيها، وأحياناً شكل حاجبيها.
- أسلوب حياتها، بما في ذلك عملها، وضعها الاجتماعي، وطريقة ظهورها أمام الآخرين.
- مراعاة ما إذا كانت من زبائن الصالونات والعناية بشعرها بشكل مستمر أم لا.
كيف تتعامل مع تطور الموضة وتغيرات اتجاهات الشعر المختلفة؟
أتابع الموضة محاولاً فهم التوجهات والتغييرات الجديدة، وأحرص على اختيار أفضل ما فيها والاستفادة منه بقدر الإمكان. ولكنني أطبقها بشكل مدروس، بحيث أراعي تقديمها بالشكل الأنسب للشخص المناسب، بما يتماشى مع طلبه، مظهره، وباقي العوامل التي سبق وذكرتها لتتناسب مع هذه الموضة.
ما هي صيحات الشعر أو الألوان التي تعتقد أنها ستكون الأكثر شعبية في الفترة القادمة؟
من خلال رؤيتي في هذا المجال، أرى أننا نتجه نحو صيحات أكثر تعقيداً لكنها في الوقت ذاته تميل إلى المظهر الطبيعي.
هل هناك نصائح معينة تقدمها لزبائنك للحفاظ على صحة شعرهم بعد التصفيف؟
بالطبع، مهما كان المصفف محترفًا، فإنه من الضروري التأكد من أن الزبائن سيستمرون في العناية بشعرهم بعد مغادرتهم الصالون.
تُعتبر واحدة من أهم النصائح التي قد لا يلاحظها الكثيرون، لكنها قد تكون الحل الأمثل لمعظم مشاكل الشعر، وهي تدليك فروة الرأس بشكل منتظم. كما نعلم، الشعر يتنفس من الأطراف ويتغذى من الجذور، وهذا الغذاء يصل عبر الدم. عادةً ما تكون الدورة الدموية في أعلى الرأس بطيئة جداً، مما يمنع وصول الغذاء بشكل كافٍ إلى الشعر. لذلك، نرى بعض الرجال يمتلكون شعراً كثيفاً في الجوانب والأسفل من الرأس، بينما يكون الشعر في الأعلى أخف وقد يصل إلى مرحلة الصلع.
لذا، من الضروري أن نعمل على تنشيط الدورة الدموية في أعلى الرأس وجعلها أكثر فعالية.
ما هي الأدوات أو المنتجات المفضلة لديك التي لا تستغني عنها في العمل؟
الواقي من حرارة مصفف الشعر قبل التسريح
و الواقي من منتجات تفتيح الشعر قبل الاستخدام
هل تجد أن مجال تصفيف الشعر يتطلب أكثر من مجرد مهارة عملية؟ المهارة العمليه جزءٌ مهم في تصفيف الشعر لكنه ليس الأهم
كيف توازن بين الإبداع والجوانب العملية؟
أنا شخصياً أسعى جاهداً لتجنب التدخل في أي أمور داخل الصالون باستثناء ما يتعلق بالشعر ورضا الزبائن، بالإضافة إلى تدريب زملائي من مصففي الشعر وتطوير مهاراتنا. أما بالنسبة لبقية الأمور، فأقوم بإحالتها للمختصين بها، وأتابع النتائج من بعيد.
ما هي أهم الصفات التي يحتاجها مصفف الشعر ليتميز ويحقق النجاح؟
يجب أن يكون لدى المصفف القدرة على الاستماع وفهم طبيعة الشعر، لأن كل شعر يتميز بخصائص فريدة تماماً كالبصمة. كما ينبغي أن يتحلى برؤية شاملة للجمال والموضة.
كيف ترى مستقبل مهنة تصفيف الشعر، خاصة مع تطور التكنولوجيا والاتجاه نحو الجمال الطبيعي؟
لا يمكن تحت أي ظرف من ظروف التطور أن يحل العلم والتكنولوجيا محل مصفف الشعر، ولكن يمكن أن تسهم هذه التطورات في تخفيف العبء عن المصفف، مما يساعده على النمو والإبداع بشكل أسرع.
ما النصائح الذهبية التي تقدمها للعملاء للمحافظة على صحة وجمال شعرهم؟
يجب أن يتعامل الأشخاص مع شعرهم كما يتعاملون مع مولود جديد، حيث يستشيرون الطبيب بشأن نوعية الغذاء أو الأدوية التي يحتاجها. لذا، من الضروري استشارة مصفف شعر موثوق في كل ما يتعلق بالعناية بالشعر.
ما هي الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الناس عند العناية بشعرهم؟
أولاً، يجب تجنب الحلول السريعة التي غالبًا ما تحتوي على مواد كيميائية ضارة. رغم أن هذه المواد قد تجعل الشعر يبدو في أفضل حالاته في البداية، إلا أنها قد تتسبب في مشكلات أسوأ للشعر لاحقًا، مما يجعله في حالة أسوأ مما كان عليه قبل استخدامها.
كيف تؤثر نوعية الغذاء وأسلوب الحياة على صحة الشعر؟
كما أن نوعية الغذاء وأسلوب الحياة يؤثران بشكل كبير على أجسامنا، كذلك ينعكس ذلك على صحة شعرنا، خاصةً إذا كنا من الرياضيين الذين يسعون جاهدين لتحسين لياقتهم البدنية.
instagram:@mike_alam
instagram:@mikealambeauty