تحرير المرأة من الكبت الجنسي .. الإعلامية إيفا مقدسي

في مجتمعاتنا المنغلقة والمتخلفة التى تتسربل برداء الدين – والدين منها براء – تجرد المرأة من إنسانيتها، وتردها إلى مستوى بيولوجي بدائي، مستخدمة فى تحقيق ذلك مختلف أشكال القهر والتخويف والوعيد والتهديد بحيث يستقر فى وجدان المرأة أنها مجرد جسد يجب إحكام الرقابة وفرض القيود عليه .. مما يجعلها تشعر بالخوف والاكتئاب والكبت بمختلف أشكاله لاسيما الجنسي.

وترفض الكثير من مجتمعاتنا الاعتراف بأن نساءها يعانين الكبت الجنسي لأن هذا الاعتراف من شأنه أن يضعها في مواجهة جادة مع الكثير من المعتقدات الدينية والقيم والعادات الاجتماعية التي قد تحتاج لمراجعة حقيقية. بل إن وصف الكبت الجنسي بأنه مشكلة، سيواجه أيضاً بالكثير من الانتقادات، حيث يعتبر الكثيرون أن الأسباب التي قد يسميها البعض مسببات للكبت الجنسي هي بالنسبة لهم سمات وميّزات للمجتمع، والتي يحافظ المجتمع من خلالها على توازنه ونظامه الخاص.

وغالباً تواجه الدعوات المنادية بمناقشة وتحريرالمرأة من الكبت الجنسي وآثاره بأنها دعوات مندسة تريد نشر الرذيلة، وأنّها تسعى لتضليل الشابات من خلال تغطية الانحلال الاخلاقي بمفاهيم الحريات، وأنها ترغب في سلب السمات الخاصة من المجتمعات الشرقية وتحويلها إلى نسخ مشوّهة من المجتمعات الغربية التي تنتشر فيها المثلية الجنسية والعلاقات خارج الزواج والكثير من هذا وذاك. المناهضون للفكرة يعملون على تهويلها لضمان خوف الناس منها ورفضهم لها.

مع العلم أن موضوع الحريات التي قد تساهم في تخليص المجتمع من كبته الجنسي قد يكون أبسط من ذلك، مثل أن يكون الاختلاط في مراكز التعليم والعمل شيء طبيعي، وأن يتم ضمان حرية التنقل والقيادة والسفر واختيار اللباس للنساء، وبالتأكيد أن تعطى الثقافة الجنسية مساحة أكبر للدراسة والمناقشة في المدارس والجامعات، بحيث لا يصبح الجنس غولاً.

فمن غير الطبيعي أن لا يفكر الإنسان بالجنس، بل ربما سيفكر به أكثر مما نتخيّل وهذا ليس أمراً سيئاً ما دمنا نستطيع الكتابة عنه والتحدث عنه، دون خوف أو حرج.

وللأسف فإن تزايد الكبت الجنسي لدى النساء يزيد من اقتصار نظرة الفتيات لأنفسهن على أنهن كائنات جنسيّة، خلقن ليكن زوجات جميلات لرجال من واجبهم أن يوفروا لهن كل شيء، وهذا يعني أننا نفتقر للرجال والنساء الجديرين ليكونوا جنوداً لهذه المعركة، معركة أن تكون لنا أوطان حرة، خالية من الانظمة الديكتاتورية تكون فيها المرأة والرجل يتمتعان بحريتهما الحقيقية في التعبير عن مشاعرهما.

وهكذا نتبين عقم وسطحية وزيف النظرة الخاطئة نحو تحرير المرأة من ظلم الرجل لها، فإن تحرير المجتمع بأسره هو تحرير للمرأة والرجل معاً. وإن مصير المرأة فى المجتمع الإنساني لا ينفصل عن مصير الرجل.

لذا لا بدّ من الحذر وتجنّب الوقوع في فخّ الكبت الجنسي الذي يؤثّر سلباً على جسد الفرد وعلى نفسيّته أيضاً.

ولخطورة هذه المشكلة سوف نقدم لك مجموعة من النصائح والطرق التي تساهم بشكل كبير في التخلص من مشاعرالإحباط والكبت والعزلة والاكتئاب، تساعد الفتاة على استرجاع البسمة والسعادة من جديد.. وهي:

البحث عن جذور المشكلة

حيث إن بداية علاج وحل المشكلة، هو النظر إلى الصورة الكبيرة ووضع يديك على المشكلة الحقيقية وهل ستظل محتفظة بقوتها، من ثم التعرف على أهم طرق التخلص منها، لذا قومى بكتابة ذلك أمامك وستجدي أن المشكلة أبسط مما بدت عليه بكثير.

الدعم النفسي والمؤازرة

احرصي على كتابة قائمة بأهم لأشخاص الذين يمكن أن يقدموا لك ِالدعم النفسي والمؤازرة الاجتماعية والمادية والعاطفية، ستجدين أن لديكِ الكثير منهم مما سيخفف عنك الضغوط ويعطيكِ فرصة للتفكير بهدوء.

مارسي هواياتك

احرصي على ممارسة بعض الهوايات المحببة اليك كهواية القراءة أو الكتابة أو الرسم، حيث إن ممارستها في تلك الأوقات يساعدك على التخلص من الطاقة السلبية والعصبية والتوتر، تمنحك شحنة من التفاؤل والإيجابية.

انظري للإيجابيات

احرصي على كتابة أهم الأعمال التي تم إنجازها بنجاح خلال يومك، حيث أن التركيز على الجانب الإيجابي في شخصيتك يدعم ثقتك في نفسك ِويساهم في حل لمشكلتك.

تخلصي من القيود

احرصي على منح لنفسك مساحة معقولة من الحرية، تخلصي من القيود، أطلقي العنان لنفسك بالضحك والمرح فقد أثبتت الدراسات أن الأندروفين الخاص بالسعادة ينطلق مع الضحك.

Instagram:

https://www.instagram.com/evamakdessiofficial/