الرجل والأعمال المنزلية .. هل هو مقبول مُجتمعياً أم مرفوض؟.. الإعلامية إيفا مقدسي
Share
أدت الحياة الاقتصادية وارتفاع تكاليف العيش وتدني الدخول إلى اتجاه بعض الرجال للزواج من موظفة تكون بمثابة الساعد الأيمن والمُعين له في التزامات الحياة المرتفعة.
وتواجه المرأة في لبنان العدید من العقبات التي تحول دون خروجھا إلى سوق العمل والمرھونة بالدور التقلیدي المتمثل في الأعمال المنزلیة الیومیة التي تعد من أھم الأسباب التي تحول دون خروج المرأة المتزوجة للعمل.
وبالرغم من مدى أهمية دور الزوجة في دفع عجلة الحياة واستمراريتها دون منغصات أو نزاعات، ولكن جراء ذلك، بات على الرجل تقبُّل قيامه بأدوار جديدة ربما لم يعتد عليها، لكن الظروف تحتم عليه مساعدتها والقيام ببعض أدوارها في بعض الأحيان.. كمساندة زوجته في تحضير وجبة الفطور الصباحية، أو تحضير ساندويشات الأطفال قبل ذهابهم إلى المدرسة وقد يتعداها وصولاً لأعمال المنزل من حيث المبادرة في التعامل مع الأجهزة المنزلية كالغسالة أو الجلاية وغيرهما، إضافة إلى ترتيب المنزل بالشكل الذي يجب أن يكون عليه.
يرى البعض أن أدوار الرجل لقد تغيرت عما كانت عليه في السابق، جراء عولمة الحياة وتغيُّر أركانها الاجتماعية التي غزتها الرقمية؛ فلم يعد الرجل قادراً على الإيفاء بمتطلبات المنزل، الأمر الذي جعله يقبل بهذه التغيرات والأدوار للعيش بتشاركية وهدوء.
ومن منطلق التشاركية في حياة زوجية طويلة الأجل؛ فإن القبول بتبدُّل الأدوار مع الزوجة، لا يعني الانتقاص من قيمة الزوج، بل ربما يكون السبب في خلْق أجواء السعادة بين الطرفين، خصوصاً إذا شعرت بمدى مساهمته في تخفيف الأعباء المثقلة على كاهلها من ناحية. كما أنها فرصة لشعوره بدور زوجته الكبير الذي تقوم به ليلاً ونهاراً، شريطة أن لا يتحول شعورها إلى الرغبة بالتسلط، والتنمر مع الوقت.
ولا یخجل الرجل هذا من مساعدة زوجته في الأعمال المنزلیة ،ویعتبر أن مساعدته لزوجته یدل على التعاون المتبادل بین الطرفین ولا یقلل من شأنه، كما أنه دلیل یعكس مدى ثقته بنفسه.
بينما نجد شريحة أخرى من المجتمع تنبذ هذه التشاركية من باب الحسد، ناهيك عن أن التقاليد في مجتمعنا ما زالت ترى بأن المرأة هي المسؤولة الوحيدة للقيام بكافة أدوار المنزل، فيما الزوج دوره أكبر من أن يقوم بأدوارها.
فقیود الموروث الاجتماعي والنظرة النمطیة جعلت من الأعمال المنزلیة حكراً على المرأة دون الرجل ، واعتبار الاعمال المنزلیة واجباً من واجبات المرأة یصب في إطار الصورة النمطیة المقترنة عند الأبناء بأدوار تقتصر تأدیتھا على الأمھات أو الأخوات، مقارنة بالأعمال التي یقوم بھا الأب والأخوة الذكور.
ویصل الأمر إلى الحد الذي یعتبر فیه بعضھم أن أدوار المرأة تبقى في حدود المنزل، في حین أن حدود أدوار الذكور طلیقة.
وعادة ما ینھج هؤلاء نھج والدیھما باعتبارھما قدوة لھم سواء كان ذلك بطریقة مباشرة أو غیر مباشرة..فنشأة الأبناء على صورة نمطیة تربط واجبات الطبخ والأعمال المنزلیة بالأم والأخوات تجعل الأبناء یألفون ھذه الصورة.
والمجتمع ینظر لدور الأم كدور اجتماعي أكثر منه كدور اقتصادي داخل الأسرة، “مع أنه دور اقتصادي غیر معلن”. فالمجتمع ما یزال غیر منصف في أحكامه على ھذه الأدوار التي تكثر فیھا المعاییر المزدوجة في الحكم على كفاءة الانسان وقدراته، بغض النظر عن نوعه الاجتماعي.
ورغم أننا نلاحظ أن “اشھر الطباخین في العالم ھم من الرجال وأشھر مصممي الأزیاء أیضاً من الرجال بالرغم أن الانطباع الاجتماعي لھذه القطاعات مرتبط بالمرأة”.. لانزال نرى سكان المناطق الشعبیة ینظرون للرجل الذي یقوم بالأعمال المنزلیة نظرة دونیة مرتبطة بصورة الرجل المقموع من زوجته.. فنجده حتى وإن كان مقتنعاً بفكرة مساعدة زوجته من باب المحبة والمشاركة يفعل ذلك خفية خوفاً من نظرة المجتمع الدونية له .. فهل تجدون أن قيام الرجل بالأعمال المنزلية ينتقص شيئاً منه؟ أو أنتم مع تعزيز فكرة المشاركة وتقسيم الأعمال على الطرفين سوياً دون أي حرج والتخلص من الموروث الاجتماعي ؟! شاركونا آراءكم
Instagram:
https://www.instagram.com/evamakdessiofficial/