يوحّد الازرق المسارات نحو الأمل، ويلغي المسافات بين الحضارات في مجموعة مميزة، تطلقها المصممة هند زيدان في أولى تجاربها في اسبوع الموضة في باريس لأزياء الهوت كوتور، لتسجّل حضور أول مصممة لبنانية في افتتاح هذه الفعالية وتنثر فيها ورود الـOrchid  التي اتخذتها شعاراً لتصاميم فرحة وانسيابية تليق بموسم ربيع وصيف 2023.

تمثل المجموعة المؤلفة من 23 قطعة، محاولة لتضييق المسافة بين الحضارات التي سبق أن جمعتها وردة الـOrchid . هذه الوردة اليابانية المنشأ، وجدت فيها المصممة هند زيدان لغة عالمية مشتركة، بالنظر الى انها باتت رمزاً للجمال والاناقة عبر العصور، واختارت منها الـOrchid الزرقاء التي تعد نادرة وكانت في الماضي محصورة بطبقات مخملية، قبل أن تصبح خيار السيدات الراقيات في هذا الوقت.. وقد تجسدّ ذلك في تصاميم جريئة وعصرية وملوكية تفيض بالأنوثة.

تجسدت أوراق الـOrchid  وأغصانها وسحرها في جميع التصاميم عبر قصّات مشغولة بعناية تتلاءم مع تطلعات السيدة الانيقة، حيث تلتقي على شكل “عين” Eye في فتحات في منطقة الظهر، أو الخصر أو الأرداف أو الصدر أو الأكتاف.

تبدو التصاميم المتعاقبة على المنصة، على شكل باقة من الأزهار باللون الازرق، وهي مفاجأة المجموعة التي توحّد فيها اللون واختلف بالـshadow، وظهرت التصاميم بكامل مشتقات الازرق الناعم وتدرجاته، وصولاً الى أزرق الحياة الخفيف الذي احتضن فستان الزفاف، ولم تُعفَ منه الاكسسوارات والمتممات الفنية والتطريز…

واعتماد هذه اللغة الفنية، يعود بشكل اساسي الى تطلعات المصممة هند زيدان ورؤيتها قبل العبور الى عالم تصميم الازياء، وانطلاقتها في وقت سابق بثلاث مجموعات، اثنان منها خصصتها للصيف، والثالثة تم تقسيم تصاميمها مناصفة Demi Couture بين “الهوت كوتور” و prêt-à-porter.

وانطلاقاً من موقف خاص متصل ببُعد نسويْ والمساواة، أدخلت 3 تصاميم مخصصة للرجل ضمن المجموعة، لا تقل شأناً في حياكتها وتصميمها في اللغة العصرية والتميز عن سائر فساتين الهوت كوتور، وبرز باللون الازرق أيضاً، تعزيزاً للانسجام في المجموعة، واستكمالاً لحضور المرأة في السهرات والمناسبات الرسمية.

اختارت المصممة هند زيدان أقمشة حساسة ومطواعة وهدلة، مثل الـZibeline والحرير و”التول” الذي اعتمد بشكل أساسي وتم تطريزه،  إضافة الى “الساتان حرير” و”الاورغونزا” و”الدانتيل”.. وبرز التطريز بمختلف الاشكال والاحجار التي وحدها اللون الازرق.

وتميزت التصاميم بالقصات المبتكرة التي وازنت فيها بين الجرأة والمدرسة الكلاسيكية لتبدو السيدة جريئة وأنيقة وتتمتع باطلالة تليق بالمناسبات الاجتماعية.

ضمّت المجموعة فستان زفاف أقل ما يُقال فيه أنه فستان “الف ليلة وليلة”، باللون الازرق الخفيف الذي يماثل غيمة شفافة وطرية. وفيما اتخذت قصته من أوراق الـOrchid  روحاً، تم تطريزه على شكل أغصان بأحجار اللؤلؤ والكريستال العاكس للضوء، تخترقه انعكاسات الأزرق الخفيف.